كثيراً ما تنشب معارك ضارية بين الأمهات وأطفالهن عند الجلوس على مائدة
الطعام
التي يتمنع عليها الطفل مما يؤدي إلى إجباره بشتى الطرق كي يأخذ
منها
«لقمة» واحدة تحت إلحاح وطلب من الأم التي سرعان ما تفقد عندها صبرها
مما
تأخذ منحى القوة والإجبار حفاظا على صحة طفلها الذي أصبح مدمناً على
السكاكر
والوجبات السريعة.
ويبقى إقناع الطفل بتناول الطعام الصحي
المتوازن
ليس بالأمر الهين على الإطلاق وإنما يجب أن تعي الأم دورها جيدا
في جذب
طفلها إلى مائدة الوجبات الصحية التي تتطلب خطوات عملية يجب أن
تقوم
بها الأم تحت مظلة الصبر والمرونة حتى يقبل الطفل على الأغذية الصحية
بملء
إرادته.
للتعرف على الغذاء الصحي المتوازن وطرق ترغيب الطفل
فيه.
مفهوم الغذاء الصحي
يقول
أخصائي التغذية حسام
العيسى:«إننا معنيون بصحة أطفالنا وسلامتهم نفسيا
وجسديا، وحتى نضمن لهم
العيش بصحة وعافية فإن بوصلة الاهتمام تشير إلى
الغذاء فهو الذي يزود
الجسد بالروح والطاقة والعاطفة. وحتى نتمكن من عنونة
مدخلات الغذاء لابد
أن نعرج على مفهوم الغذاء الصحي المتوازن وهو الذي
يتحقق معه عوامل
البناء والتعويض لخلايا الجسم ويتكفل برفع درجة المناعة
كحصانة ضد المرض
ويساهم في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة للانفعال الحركي
والحسي ولذلك
فإن قاموس التغذية الصحية يشمل مصطلحاً هاماً هو الهرم
الغذائي الذي
يتضمن المجموعات الغذائية المختلفة من دهون ونشويات
وبروتينات إلى جانب
الماء والعناصر المعدنية والفيتامينات والألياف».
ومرورا
بكل
مراحل النمو والنضوج للأبناء فإن احتياجات الجسم لديهم تزداد مع
التقدم
في المراحل، ويبين العيسى أنه حتى يتكفل الغذاء بالنماء السليم
لابد ألا
نغفل عن التنويع وشمولية مائدة الطفل وخاصة لإمداد الجسم
بالبروتينات
اللازمة للبناء والفيتامينات والمعادن مثل الحديد والكالسيوم
والزنك
الضرورية لمنع فقر الدم لأن معامل الذكاء والنمو والمناعة يتأثر
بهذا
العجز إذا لامس جسم الطفل ، كذلك لابد من تزويد الطفل بالبروتينات
المختلفة
من لحوم وأسماك واجبان وبيض وبقوليات لأن هذا الخليط من هذه
الأصناف
تزود الجسم بكل ما يحتاجه من عناصر النمو . لذلك لابد أن تكون
الأم
والأسرة هما المعنيان بهذا التنوع وبلفت نظر الطفل إلى مكونات
المائدة
التي تنسجم مع كل هذه الضوابط في نظام الغذاء الصحي.